صورة للمتحدث في المؤتمر

كلمة مندوب معالي وزير التخطيط والتعاون الدولي راعي الحفل

السيد مروان الرفاعي - أمين عام وزارة التخطيط والتعاون الدولي


 بسم الله الرحمن الرحيم

عطوفة الدكتور إسلام مساد، رئيس الجامعة،

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،

الحضور الكريم،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله صباحكم بكل الخير،

نيابة عن معالي وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، يسعدني أن أشارك في افتتاح أعمال المؤتمر الأول للتنمية المستدامة، والذي تنظمه جامعة اليرموك بالشراكة مع مركز الملكة رانيا ومركز دراسات التنمية المستدامة، تحت عنوان: "من الرؤية إلى الواقع: تقييم مسيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الوطن العربي".

ويسعدني، بدايةً، أن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير لجامعة اليرموك على تنظيم هذا المؤتمر النوعي والمهم، في وقت نقترب فيه من منتصف الطريق نحو عام 2030، الموعد المحدد لتحقيق الأهداف الأممية السبعة عشر. حيث يعكس انعقاد هذا المؤتمر التزام الأردن المستمر، وبتوجيهات قيادته الحكيمة، بتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، ليس فقط على المستوى الوطني، بل في إطار عربي أوسع.

السيدات والسادة،

لقد شكل اعتماد أهداف التنمية المستدامة عام 2015 نقطة تحول في الفكر التنموي العالمي بتبني أجندة متكاملة تربط الاقتصاد بالمجتمع والبيئة، وتضع الإنسان في مركز التنمية وغايتها. وبعد مضي عشر سنوات من جهود التنفيذ، فقد بات من الضروري أن نقف لتقييم ما تحقق، وأن نعيد التفكير بشكل جاد في آلية العمل للسنوات الخمس القادمة.

لقد التزمت المملكة الأردنية الهاشمية بأجندة 2030 منذ بداياتها. وكان تأسيس اللجنة التوجيهية العليا للتنمية المستدامة عام 2002 التي ترأسها وزارة التخطيط والتعاون الدولي خطوة ريادية سبقت اعتماد الأهداف ذاتها. حيث تضم هذه اللجنة، كما تعلمون، ممثلين عن الوزارات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ومجموعات الشباب والمرأة، وتعمل كمنصة وطنية جامعة لتعزيز التنسيق والتكامل في جهود التنمية. وقد قادت الوزارة جهود إعداد ومتابعة تقارير التقدم في سير عمل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي من أبرزها التقريرين الطوعيين الوطنيين لعامي 2017 و 2022، واللذين شكلا أدوات وطنية لمراجعة الأداء وتصحيح المسار.

وفي عام 2024، أصدرت الوزارة تقريراً شاملاً بعنوان "التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، تضمن تحليلا لـ 159 مؤشراً، حيث أظهر التقرير تقدماً ملموساً في قطاعات مثل المياه والطاقة، إلى جانب مؤشرات تتطلب تسريع وتيرة الجهود لتحقيقها. كما عملت الوزارة على تطوير منصة "بوابة الأردن"، وهي قاعدة بيانات تديرها دائرة الإحصاءات العامة، وتشمل ما يقارب 180 مؤشراً من أصل 248 مؤشراً عالمياً. وتُعد هذه المنصة أداة مهمة لقياس التقدم المحرز، وإتاحة البيانات لصناع القرار والباحثين.

السيدات والسادة،

ندرك تماماً أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة لا يخلو من التحديات، خاصة في ظل الأزمات المتشابكة التي نواجهها اليوم، من نزاعات إقليمية، وتغير مناخي، وأزمات ديون، واضطرابات في سلاسل التوريد والطاقة. وهذه التحديات تؤثر بشكل مباشر على قدرة الدول على تمويل التنمية، وتقديم الخدمات الأساسية، والاستثمار في المستقبل. واستجابة لذلك، قامت الحكومة بتحديث خارطة الطريق الوطنية للتنمية المستدامة، مع التركيز على تنويع مصادر التمويل، وتحسين كفاءة الإنفاق العام، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص. كما أعلن الأردن خلال قمة أهداف التنمية المستدامة لعام 2023 عن خمسة التزامات رئيسية تشمل الأمن الغذائي، والتعليم، والعمل المناخي، والعمل اللائق، وتطوير نظم البيانات.

كما أطلقت الحكومة "رؤية التحديث الاقتصادي 2023-2033"، والتي تنسجم بالكامل مع أهداف التنمية المستدامة. وقد جرى إدماج هذه الأهداف في البرنامج التنفيذي للرؤية للفترة 2023-2025، ويجري حالياً العمل على إعداد البرنامج التنفيذي الثاني للفترة 2026-2029، والذي سيشكل أساساً لإعداد التقرير الوطني الطوعي الثالث، والمقرر تقديمه في شهر آذار من العام المقبل 2026.

السيدات والسادة،

وفق المؤشرات الدولية، يحقق الأردن اليوم نتائج مشجعة؛ فقد حصل على درجة 71 من 100 في مؤشر أهداف التنمية المستدامة لعام 2025، وتقدّم إلى المرتبة 71 من بين 167 دولة، متجاوزا بذلك المعدل الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما تحسن أداء الأردن في مؤشر الأداء الإحصائي من 56.2 عام 2016 إلى 78.1 عام 2023، وهو من أعلى معدلات التحسن في المنطقة.

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، لا تزال التحديات قائمة، مما يتطلب مواصلة العمل والانفتاح على التجارب وتكثيف التنسيق العربي والدولي. وتشكل المؤتمرات واللقاءات العلمية، مثل مؤتمرنا هذا، فرصة لتبادل الخبرات، وتحفيز التفكير الجماعي، واستكشاف حلول مبتكرة. وهنا، فإن الجامعة العربية، والإسكوا، ومؤسسات الأمم المتحدة، والجامعات والمراكز البحثية، مدعوة للعب دور أكبر في دعم القرار القائم على الأدلة، وتعزيز الحوار بين صانعي السياسات والعلماء والمجتمع المدني.

أجدد شكري لجامعة اليرموك التي أتشرف بأن أكون أحد خريجيها على تنظيم هذا الحدث الهام، وأتمنى لكم مؤتمرًا مثمرا ونقاشات غنية تسهم في دفع مسيرة العمل التنموي العربي المشترك إلى الأمام.
 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

صورة للمتحدث في المؤتمر

كلمة رئيس جامعة اليرموك

الأستاذ الدكتور اسلام مساد


بسم الله الرحمن الرحيم
 

والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،
المشاركون والضيوف الكرام من المملكة الأردنية الهاشمية، ومن الدول العربية الشقيقة،
السيدات والسادة،
أبنائي الطلبة،
 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

يسرني، باسمي واسم جامعة اليرموك، أن أرحب بكم في رحاب هذه الجامعة العريقة، في مدينة إربد، بمناسبة انعقاد المؤتمر الأول للتنمية المستدامة، الذي يأتي تحت عنوان بالغ الأهمية والدلالة:

"من الرؤية إلى الواقع: تقييم مسيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الوطن العربي."

بكل فخر واعتزاز، تستضيف جامعة اليرموك هذا الحدث العلمي العربي المتميز، الذي يهدف إلى تقييم المنجزات ومراجعة التحديات المتبقية، بكل موضوعية، في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في منطقتنا العربية.

السيدات والسادة،

لقد بادرت جامعة اليرموك الى تنظيم النسخة الأولى من هذا المؤتمر من ايمانها العميق بأن موضوع المؤتمر يقع في صميم رسالة الجامعة ودورها الوطني والعربي. فمنذ تأسيسها، التزمت جامعة اليرموك بأن تكون فاعلاً رئيسًا في القضايا التنموية، من خلال التعليم النوعي، والبحث العلمي الرصين، وخدمة المجتمع بكافة أطيافه. إذ سعت الجامعة، على الدوام، إلى دمج مفاهيم التنمية المستدامة في برامجها ومبادراتها وخطتها الاستراتيجية، باعتبارها أحد المرتكزات الرئيسة للنهوض المجتمعي.

وفي إطار سعيها لتعزيز هذا الدور، أطلقت الجامعة خطة استراتيجية شاملة، تركز على تطوير الأداء المؤسسي، وتحقيق التميز الأكاديمي، وربط مخرجات التعليم بسوق العمل، على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. كما عملت على تحديث مناهجها وخططها الدراسية لتواكب المتغيرات التنموية والاقتصادية. مثلما شجعت الجامعة على ثقافة الابتكار، وعززت البحث التطبيقي، وفتحت آفاقاً جديدة للتعاون الدولي. كما جسدت الجامعة واقع استقلالها الإداري والمالي، وشخصيتها الاعتبارية بمزيد من الاعتماد على الذات، من خلال تعضيد الذراع الاستثماري للجامعة، وبناء شراكات معتبرة تعزز الموقف المالي لها في ظل انحسار الدعم الحكومي للجامعات الرسمية.

السيدات والسادة،

لا تنظر جامعة اليرموك إلى ذاتها كمؤسسة أكاديمية محضة، بل تعتبر نفسها شريكاً أصيلاً في تحقيق التنمية المجتمعية. ولهذا، فقد فعّلت أدواتها المؤسسية، وفي مقدمتها مركز الملكة رانيا للدراسات الأردنية وخدمة المجتمع، ليكون منصة تربط الجامعة بالبيئة المحيطة، من خلال برامج تدريبية، واستشارات، ومبادرات تنموية تستهدف الفئات الأقل حظاً. كما تحرص الجامعة على إشراك طلبتها في برامج خدمة المجتمع، وترسيخ مفهوم "الجامعة المنتجة" القادرة على تقديم حلول واقعية وملموسة، بالتعاون مع مؤسسات الدولة وأجهزتها، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص.

شهدت منطقتنا العربية خلال العقد الماضي خطوات إيجابية في مجال التنمية المستدامة، إلا أن كثيرا من التحديات ما زالت قائمة، والإنجازات لم ترقَ بعد إلى مستوى الطموح. ذلك أن الأزمات الاقتصادية، وتغير المناخ، والبطالة، وتدهور الموارد، وضعف التكامل الاقتصادي، وعدم الإستقرار، شكّلت تحديات تشترك فيها معظم بلداننا.
في المقابل، فإن ما يجمع الدول العربية من فرص واعدة، كالثروة البشرية الشابة، والموقع الاستراتيجي، والروافد الثقافية، يمكن أن يشكل قاعدة صلبة لبناء تنمية مستدامة شاملة. وهذا يتطلب تعزيز العمل العربي المشترك، وتوسيع آفاق التعاون، وتبادل الخبرات والممارسات الفضلى، وبناء شراكات عابرة للحدود، ترتقي بواقعنا التنموي إلى المستوى المنشود.
من هذا المنطلق، يأتي هذا المؤتمر، أيها الأعزاء، ليكون منبراً للحوار العلمي البنّاء، ومنصة لتقييم المسيرة التنموية في الوطن العربي بموضوعية وعمق، من خلال جلسات علمية نوعية، ودراسات حالة من مختلف الدول، وورش عمل تطبيقية، تُمكّن المشاركين من تبادل الخبرات وصياغة تصورات عملية لمستقبل أكثر تكاملاً وفاعلية.

الأخوات والأخوة،

إننا في جامعة اليرموك لنتطلع من خلال هذا المحفل العربي إلى تحقيق جملة من الأهداف الأساسية، من أبرزها: إجراء تحليل معمق لما تحقق من أهداف التنمية المستدامة، والتعرف على الفجوات والتحديات التي لا تزال قائمة، وتأسيس شراكات مؤثرة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، إلى جانب تبادل المعرفة والتجارب الناجحة، والخروج بتوصيات عملية قابلة للتطبيق تسهم في دعم السياسات الوطنية والإقليمية في مجال التنمية المستدامة.

وفي الختام، باسمكم جميعًا، أود أن أعبّر عن عميق الشكر والتقدير لكل من ساهم في اخراج هذا المؤتمر الى حيز الوجود، واخص بشكري هذا الجهات الداعمة، ووحدات الجامعة المختلفة، ولجان المؤتمر؛ اللجنة المنظمة، واللجنة التحضيرية، واللجنة العلمية، التي أسهمت في تنظيم هذا المؤتمر بشكل متميز.

كما لا يفوتني أن أوجه جزيل الشكر إلى العاملين في مركز الملكة رانيا للدراسات الأردنية وخدمة المجتمع، وفي مركز دراسات التنمية المستدامة، على ما بذلوه من جهود مخلصة ساهمت في إخراج هذا المؤتمر بهذا الشكل البهي.

والشكر موصول لكم أيها المشاركون في هذا المؤتمر، ولا سيّما الأشقاء القادمين من الدول العربية الشقيقة، الذين تجشموا عناء السفر، حرصاً منهم على الإسهام الفاعل في إنجاح هذا الحدث العلمي. إن حضوركم الكريم يعكس عمق الالتزام العربي المشترك بقضايا التنمية المستدامة، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن التعاون والتكامل هما السبيل لتحقيق تطلعات شعوبنا.
أتمنى أن يكون هذا المؤتمر فاتحة لمسار تنموي عربي أكثر تنسيقاً وفاعلية، وأن تُسهم نتائجه في تحقيق الخير والرفعة لمجتمعاتنا كافة. حمى الله الأردن وشعبه وقيادته في ظل صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني إبن الحسين المعظم وولي عهده الأمين سمو الامير الحسين بن عبد الله المعظم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

صورة للمتحدث في المؤتمر

كلمة مدير مركز الملكة رانيا للدراسات الاردنية وخدمة المجتمع و مدير مركز دراسات التنمية المستدامة

الأستاذ الدكتور عبدالباسط عثامنه


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي العربي الهاشمي، وعلى آله وصحبه أجمعين.


عطوفة السيد مروان الرفاعي أمين عام وزارة التخطيط والتعاون الدولي، مندوب معالي وزير التخطيط والتعاون الدولي، راعي المؤتمر.
أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،
الضيوف الأكارم،
الزميلات والزملاء من الباحثين والخبراء،
الحضور الكريم من مختلف أرجاء الوطن العربي الكبير،
أبنائي الطلبة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


يشرفني، بالأصالة عن نفسي، ونيابةً عن مركز الملكة رانيا للدراسات الأردنية وخدمة المجتمع، ومركز دراسات التنمية المستدامة في جامعة اليرموك، أن أرحب بكم أجمل ترحيب في رحاب هذه الجامعة العريقة، التي ما انفكّت، طيلة خمسين عامًا، تؤدي رسالتها العلمية والنهضوية في بناء الإنسان، وإنتاج المعرفة، وخدمة المجتمع.

وإنه لمن دواعي سرورنا أن نخصّ بالترحيب إخوتنا وأخواتنا القادمين من خارج الأردن، ممن تكبّدوا عناء السفر ليشاركونا هذه المنصة الفكرية، ويثروها بخبراتهم وتجاربهم في خدمة التنمية المستدامة في أوطانهم. فأهلًا وسهلًا بكم في مدينة إربد، مدينة العِلم والتاريخ، في افتتاح المؤتمر العربي الأول للتنمية المستدامة، الذي يُعقد تحت شعار: "من الرؤية إلى الواقع: تقييم مسيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الوطن العربي" ويستمر على مدار ثلاثة أيام من الحوار والتفاعل والنقاش البنّاء.

عطوفة مندوب معالي راعي المؤتمر، السيدات والسادة،

إن انعقاد هذا المؤتمر في هذه المرحلة الدقيقة لم يكن قرارًا ارتجاليًا، بل جاء استجابة موضوعية لضرورات فرضها الواقع العربي الراهن، في ظل ما نشهده من تحديات متراكبة؛ سياسية واقتصادية ومناخية واجتماعية، تتقاطع جميعها عند مفترق جوهري عنوانه: مستقبل التنمية المستدامة في منطقتنا العربية.

لقد مضى عقد من الزمن على إطلاق أجندة أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، تلك الأجندة التي اتفقت عليها البشرية، بوصفها خارطة طريق لبناء عالم أكثر عدالةً وإنصافًا واستدامة. ومع ذلك، لا تزال منطقتنا العربية تعاني من فجوات واضحة في تحقيق تلك الأهداف، ولا سيما في مجالات مكافحة الفقر، وضمان المساواة، وتحقيق الأمن الغذائي، وتوفير التعليم الجيد، والطاقة النظيفة، وغيرها من الركائز الأساسية للتنمية. وفي هذا السياق، يأتي هذا المؤتمر ليشكّل منصة علمية رصينة لتقييم ما تم إنجازه، وتحديد ما لم يتحقق بعد، وطرح التوصيات والسياسات الكفيلة بتسريع المسار خلال السنوات القليلة المتبقية حتى عام 2030. عطوفة مندوب معالي راعي المؤتمر، الحضور الكريم،

منذ صدور الإرادة الملكية السامية في الأول من حزيران عام 1975 بإنشاء جامعة اليرموك، والجامعة تتبوأ مكانة ريادية في مشهد التعليم العالي الأردني والعربي، فقد كانت - ولا تزال - بيتًا للفكر، ومنارة للعلم، ورافعة من روافع التنمية الوطنية. لقد غُرست في وجدان الجامعة منذ نشأتها رسالة نبيلة: أن تكون قاطرة للنهضة، وأن تحاكي بطلبتها وكوادرها ومبادراتها نبض المجتمع، وتقدم نموذجًا معرفيًا يرتكز على القيم، ويستشرف المستقبل. وها نحن اليوم، ونحن نتهيأ للاحتفال بيوبيلها الذهبي، نجد في هذا المؤتمر محطة فارقة تُجسد التزام الجامعة الدائم بقضايا التنمية، وسعيها الدؤوب لبناء شراكات مؤثرة من أجل تحقيق أهداف تنموية واقعية ومستدامة.

عطوفة مندوب معالي راعي المؤتمر، السيدات والسادة،

يناقش المؤتمر في محاوره المتعددة أبرز القضايا المتعلقة بمسيرة التنمية المستدامة في الوطن العربي، ومن أبرزها:

  • تقييم الأداء العربي في تحقيق الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة، ورصد الفجوات والاختلالات.
  • الحوكمة الرشيدة كشرط أساس لتطبيق السياسات التنموية.
  • تحديات التغير المناخي والتحول إلى نماذج نمو أكثر خضرة واستدامة.
  • الابتكار والتحول الرقمي كأدوات تمكين حيوية.
  • قضايا التعليم، والصحة، والمساواة، والشمول الاجتماعي.
  • تمويل التنمية المستدامة، واستكشاف حلول مبتكرة لتعبئة الموارد.
  • الأبعاد القانونية والمؤسسية التي تعزز أو تعيق التقدم.
  • وأخيرًا، دور البلديات والمجالس المحلية في التوطين الفعّال لأهداف التنمية المستدامة.

إننا نأمل أن تفضي مخرجات هذا المؤتمر إلى توصيات قابلة للتطبيق، تستند إلى دراسات حالة عربية ناجحة، وتجارب تنموية أصيلة، تُمكِّن صُنّاع القرار من المضي بثقة نحو مستقبل مستدام.

عطوفة مندوب معالي راعي المؤتمر،الحضور الكريم،

لقد تطلب الإعداد لهذا المؤتمر جهودًا مؤسسية متكاملة، امتدت لأشهر طويلة، تم خلالها تشكيل ثلاث لجان رئيسة:

  • اللجنة المنظمة التي تولت التخطيط الإداري واللوجستي.

  • اللجنة التحضيرية التي وضعت الإطار الفكري والمحتوى العام للمؤتمر.

  • اللجنة العلمية التي أشرفت على تحكيم البحوث وتقييمها.

وسيعرض في المؤتمر أكثر من 75 بحثًا علميًا من 17 دولة عربية، خضعت جميعها للتحكيم العلمي. وإن أهم ما يميز مؤتمرنا هذا تنوع أشكال المشاركة لتشمل:

  • أوراقا بحثية.

  • ملاحظات علمية نقدية.

  • ملصقات علمية متخصصة.

  • عروضا لتجارب مؤسسية ناجحة.

  • ورش تدريبية تطبيقية.

  • إضافة إلى الحضور والمناقشات التي نأمل أن تكون زاخرة ومثمرة.

 

عطوفة مندوب معالي راعي المؤتمر،

السيدات والسادة،

رغم اختلاف الأوضاع السياسية والاقتصادية بين الدول العربية، إلا أن هناك جوامع مشتركة لا يمكن إنكارها: تاريخ، ولغة، وثقافة، ومصالح، وطموحات تنموية متشابهة. وفي ظل عالم يتجه نحو التكتلات الإقليمية والتعاون العابر للحدود، تصبح الشراكات العربية في ميدان التنمية المستدامة ضرورة وجودية، لا ترفًا تنظيريًا.

لكننا، في ذات الوقت، لا نستطيع أن نتغاضى عن التحديات البنيوية التي تواجه منطقتنا:  ضعف التمويل، والانفصال بين السياسات والخطط، والفجوة بين الرؤية الأممية والسياقات المحلية، والافتقار أحيانًا للحوكمة الرشيدة والبيئة التشريعية المناسبة.

ومن هنا، يأتي المؤتمر كمحاولة جادة لتعظيم الجوامع بين بلداننا العربية، وتأسيس آليات تعاون تُبنى على المعرفة، وتستثمر في الإنسان، وتضع التنمية المستدامة في قلب المشروع العربي المستقبلي.

وختامًا، لا بد من كلمة شكر مستحقة:

  • إلى عطوفة الأستاذ الدكتور إسلام مساد، رئيس جامعة اليرموك، على دعمه المتواصل ورؤيته النيرة.

  • إلى الأستاذ الدكتور يوسف عبيدات، نائب الرئيس للشؤون الإدارية والمالية ورئيس اللجنة المنظمة، على ما بذله من جهد دؤوب في الإشراف والمتابعة.

  • إلى الزملاء والزميلات في اللجان الثلاث: المنظمة، والتحضيرية، والعلمية، الذين لم يدّخروا جهدًا في إنجاح هذا المؤتمر.

  • إلى هيئة تنشيط السياحة الأردنية، والجهات الداعمة كافة، على دعمهم، وإيمانهم بأهمية هذا الحدث العلمي.

  • وحدات الجامعة المختلفة، واخص بالذكر دائرة العلاقات العامة.

  • العاملون في مركز الملكة رانيا للدراسات الأردنية وخدمة المجتمع، وفي مركز دراسات التنمية المستدامة، وأخص المنسق العام للمؤتمر مساعد المدير السيد أحمد الزيوت.

  • المتطوعون من طلبة الجامعة، ومن المجتمع المحلي.

عطوفة مندوب معالي راعي المؤتمر،

أيها الحضور الكريم،

إن نجاح هذا المؤتمر لا يُقاس بعدد أوراقه ولا بحجم مشاركاته فحسب، بل بمدى تفاعلنا، وانخراطنا، وإيماننا المشترك بأن التغيير ممكن، إذا ما توفرت الإرادة، وتضافرت الجهود، وانطلقت المبادرات من واقعنا واحتياجات شعوبنا.

أجدد الترحيب بكم، متمنيًا أن تكون أيام المؤتمر زاخرة بالحوار، والمداولات الغنية، والشراكات الجديدة.

اعلم بان الوقت لا يتاتى على هوى المتحدث، لكنها اماني ان تكن ذات يوم نخرج بوطننا العربي الكبير من سكون الرماد الى نار ذات ضرام، تضيء عتمات التنمية واخواتها، فنعبر حينها الى فضاءات أرحب، تستجيب لأشواق الناس من اول بحر العرب حتى بحر الظلمات البعيد.

في نهاية حديثي هذا، يستحضر المشاركون اليوم من 17 بلدا عربيا شاعر العرب الاكبر "محمد مهدي الجواهري"، وهو يردد بلسانكم أيها المشاركون الكرام، بعد طول الفراق وبعد الشقة:

وقلتُ وما أُحيرُ سوى عِتابٍ             ولستُ بعارفٍ لِمـَنِ العتــــــــــــــاب

أحقَّاً بينَنا اختلَفَتْ حُـــــــدودٌ             وما اختَلفَ الطريـــــقُ ولا التـــراب

ولا افترقَتْ وجوهٌ عـــــــــن             وجوهٍ ولا الضّادُ الفصيحُ ولا الكِتاب

وهنا، يلمس قلوبكم الأردنيون بصدى قول الجواهري:

فمِنْ أهلي إلى أهلي رجــوعٌ             وعنْ وطَني إلى وطني إيــــــــــــاب

 

عاش الأردن عزيزاً حراً في ظل الراية الهاشمية المظفرة، وحامل لوائها صاحب الجلالة عبد الله الثاني المفدى وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

صورة للمتحدث في المؤتمر

كلمة المشاركين: ا.د. نهى الغصيني، الجمهورية اللبنانية


سعادة رئيس الجامعة،
حضرة القيمين على مركز الملكة رانيا للدراسات الأردنية وخدمة المجتمع والتنمية المستدامة،
السيدات والسادة رئيس وأعضاء اللجنة العلمية والمنظمة،
الزميلات والزملاء،
الحضور الكريم،

أسعد الله صباحكم بكل خير،


من قلبي ألف سلام وتحية وفاء ومحبة إلى الملكة الأردنية الهاشمية، الشقيقة الكبرى لموطني لبنان، التي لم تبخل يومًا بعطفها ومساندتها، فكانت دائماً الحضن العربي الدافئ، تمدّ  يد العون برحمة وحنان، وتُضمد جراحنا بصمت النبلاء، وتمضي بثبات في أخلاقيات الأخوّة الصادقة.

وتحية تقدير واعتزاز إلى جامعة اليرموك العريقة، ومركز الملكة رانيا للدراسات الأردنية وخدمة المجتمع والتنمية المستدامة، على احتضان هذا المؤتمر العلمي الرفيع، الذي يشكّل منصة متقدمة للحوار المعرفي والتشبيك البحثي. شكرا لرئيس وأعضاء اللجنة العلمية والمنظمة على إصراركم المثمر أن تكون الجامعة منبراً فاعلاً منفتحاً على قضايا الناس، وطموحات المجتمعات العربية في العدالة والكرامة والاستدامة.

يشرّفني، باسم المشاركين والمشاركات، أن أعبّر عن امتناننا العميق لإستضافتكم الكريمة، ولتنظيم هذا الحدث العلمي الذي يجمعنا من بلدان وخلفيات علمية متعددة حول همّ عربي مشترك: أين نحن من أهداف التنمية المستدامة؟ ما الذي تحقق؟ وما الذي تعثّر؟ وكيف نعيد رسم المسار بأدوات وشراكات أكثر ابتكاراً وفعالية؟

لقد شهد العالم العربي خلال العقد الماضي موجات متلاحقة من التحديات: من أوضاع إقتصادية متفاقمة المخاطر، الى كوارث مناخية وبيئية وصحية، الى أزمات جيوسياسية وحروب وتهجير قسري، وفي طليعتها النزيف الفلسطيني المتواصل، الذي لم يعد مجرد مأساة إنسانية تطال ضمير العالم بأسره، بل يبقي الجراح مفتوحة في وجدان كل عربي.  ورغم ما تحقق من خطوات إيجابية في عدد من دولنا العربية، لا تزال الفجوات التنموية قائمة، بل وتزداد اتساعاً في بعض المؤشرات الحيوية:

  • أكثر من 30% من سكان منطقتنا العربية يعيشون تحت خط الفقر (الإسكوا، 2023)
  • أكثر من 60 مليون عربي يعانون من انعدام الأمن الغذائي (الهدف 2 و6)
  • ما يفوق عن 14 مليون طفل خارج المدرسة (الهدف 4)
  • بطالة الشباب تبلغ 26%، وتصل إلى 40% بين الشابات (الهدف 8)
  • ضعف في مؤشرات الحوكمة والمساءلة، وغياب التوزيع العادل للموارد (الاهداف 6 ، 13 و16)

هذه المؤشرات ليست أرقامًا مجردة، بل مرآة حقيقية لواقعنا المرير، ومحرّك أساسي لمسؤوليتنا المشتركة، ما يفرض علينا مراجعة عميقة للأولويات والسياسات، واستثمار هذا النوع من المؤتمرات كمنصات لإنتاج حلول واقعية تنطلق من واقعنا العربي وتستجيب لتحدياته عبر تحفيز طاقات الشباب، دعم الابتكار، وتعزيز ثقافة المواطنة الفاعلة.

التعليم المستمر الذي لم يعد ترفًا بل أصبح حقًا وشرطًا أساسيًا لمجتمع منتج ومتجدد ومتكيف مع التحولات.

إنَّ تبنّي الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي بشكل مسؤول وعادل هو ضرورة استراتيجية لتحسين الخدمات، تعزيز الشفافية، ورفع كفاءة الأداء الحكومي، لا سيما في ظل تراجع الموارد وتزايد الأزمات.

وفي المقابل، لا يمكن الحديث عن الاستدامة بمعزل عن التراث المعماري والثقافي والمعرفي الذي يشكّل الرافعة الاساسية للإستدامة، وأحد أعمدة الهوية والاقتصاد المحلي في بلداننا.

ختامًا،

باسمي واسم المشاركات والمشاركين في هذا المؤتمر، نتوجّه بجزيل الشكر لجامعة اليرموك، التي قدّمت نموذجاً حياً للجامعة -المواطِنة، التي تتجاوز حدود التعليم التقليدي لتضع المعرفة في خدمة السياسات العامة، وتبني الجسور بين البحث العلمي والمجتمع.

نأمل أن تكون مداولات هذا المؤتمر رافعةً حقيقية لتوصيات قابلة للتنفيذ، تستلهم من واقع تجاربنا، وتعكس روح التعاون العربي، كما تفتح الآفاق واسعاً نحو مدن أكثر عدالة، واقتصادات أكثر توازنًا، ومجتمعات أكثر مرونة وقدرة على الصمود.

شكرًا لحسن الإصغاء،
ولكم منّا كل التقدير والاحترام.

د. نهى الغصيني

جميع الحقوق محفوظة © 2025 جامعة اليرموك.

Please publish modules in offcanvas position.