




مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك افتتح الدكتور عبدالباسط عثامنة مدير مركز الملكة رانيا للدراسات الأردنية وخدمة المجتمع مدير مركز دراسات التنمية المستدامة، فعاليات اليوم المفتوح تحت شعار "جامعة اليرموك والخدمة المجتمعية المستدامة"، والذي نظمه مركز الملكة رانيا للدراسات الأردنية وخدمة المجتمع بالتعاون مع مركز دراسات التنمية المستدامة، بمشاركة كليتي الصيدلة والطب وعمادة شؤون الطلبة في الجامعة، و جمعيات خيرية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالعمل التطوعي، وذلك احتفاء باليوم الدولي للمتطوعين.
واستعرض العثامنة الدور الذي تضطلع به جامعة اليرموك في خدمة المجتمع المحلي والعمل التطوعي والمبادرات المختلفة التي انطلقت من الجامعة وأحدثت تأثيرا إيجابيا في محيطها المحلي والإقليمي.
وأضاف في كلمة القاها في افتتاح فعاليات اليوم المفتوح أن تنظيم هذا اليوم جاء بمناسبة يوم التطوع العالمي الذي يصادف في الخامس من كانون أول من كل عام، مثمنا الشراكة الفاعلة بين وحدات الجامعة المختلفة في تنظيم الأنشطة التي تضيف إلى منجزات الجامعة وتعزز رؤيتها ورسالتها وفق خطتها الاستراتيجية.
وأشار العثامنة إلى أن العمل التطوعي نهج متجذر منذ تأسيس الدولة الأردنية، وهو مجهود تراكمي، تم تتويجه في عام 2021 حين أطلق سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد جائزة الحسين بن عبد الله للعمل التطوعي، وميثاق العمل التطوعي الأردني، حيث يأتي هذا المثياق لتنظم العلاقة بين المتطوعين والجهات التطوعية، ويحدد المبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية، لافتا إلى أن الميثاق سعى إلى ترسيخ قيم المواطنة الفاعلة والانتماء، والشفافية والمساواة وتكافؤ الفرص، واحترام الخصوصية و التنوع، والمصداقية والثقة والإخلاص و المثابرة ، والعمل بروح الفريق والشراكة، والعمل بلا مقابل والمبادرة والتضحية.
وقد شمل اليوم المفتوح عقد ندوة متخصصة عن الجهود التطوعية لجامعة اليرموك وبعض الجمعيات الخيرية، تحدث فيها عميدة كلية الصيدلة الدكتور فاديا مياس، والدكتورة آلاء يحيى رئيس قسم العلوم الصيدلية السريرية نيابة عن لجنة التعليم المشترك بين المهن الطبية التابعة لكلية الصيدلة، والسيد حسن سميرات رئيس قسم الجوالة والمعسكرات بالجامعة، والسيد عصام عساف ممثلا من جمعية يد العون للإغاثة والتنمية، والسيد يوسف الحواري رئيس جمعية حي المقري الخيرية، والسيد خلدون عسفا مدير عام جمعية الآفاق الخيرية للتعليم.
حيث أشار المتحدثون إلى دور جامعة اليرموك في تعزيز الوعي العام لدى الطلبة بأهمية العمل التطوعي وخدمة المجتمع المحلي، كما استعرض مندوبو الجمعيات نشأتها ودورها في تعزيز مفاهيم العمل التطوعي وأهميته في مجالات الرعاية الاجتماعية والأيتام والتعليم.
كما تضمن اليوم معرضا مجانيا للخدمات الطبية المتنوعة قدمتهما كلية الطب والصيدلة وشمل قياس ضغط الدم، والسكر، والوزن، والتوعية الغذائية، ومشاكل البشرة، والتوعية بكيفية التعامل مع الأدوية، إضافة إلى عرض بعض المصنوعات اليدوية التراثية قدمتها الجمعيات المشاركة.
وحضر فعاليات اليوم المفتوح عدد من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية والطلبة والمجتمع المحلي.
رعى رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مساد افتتاح ندوة "الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة في الأردن"، التي نظمها مركز دراسات التنمية المستدامة بالتعاون مع قسم الجغرافيا في كلية الآداب بالجامعة، وشارك فيها كل من الدكتور عبدالحافظ أبو عرابي مدير زراعة اربد، والدكتور زياد الغزاوي من قسم الهندسة المدنية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، والسيدة هلا مراد رئيس جمعية دبين للتنمية البيئية، والمهندس قاسم الروسان من مديرية دائرة الحدائق في بلدية اربد الكبرى، والسيد محمد الدريزي من قسم التوعية والإعلام البيئي في مديرية حماية البيئة لمحافظة اربد.
وأكد مساد إيمان اليرموك بأن مفهوم الاقتصاد الأخضر وتطبيقاته الممتدة في حياتنا يعد امرا هاما للحفاظ على البيئة وعناصرها المختلفة، مع إيلاء البعد الاجتماعي أهمية خاصة، ذلك أنه يتضمن العدالة الاجتماعية والحد من الفقر والبطالة.
وأشار إلى أن الأردن كانت من الدول السباقة إلى الاهتمام الفائق بقضايا حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي، إذ تم إطلاق 86 مشروع نمو أخضر لحماية البيئة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كما أقر مجلس الوزراء فيما سبق السياسة الوطنية للتغير المناخي للأعوام 2022 -2050، جنبا إلى جنب مع اطلاق حزمة من التشريعات اللازمة لضمان تنفيذ ذلك.
وقال مسّاد: لم تعد قضايا الاقتصاد الأخضر ترفا فكريا، بل باتت أولوية على مستوى العالم بأسره حين أطلق برنامج الأمم المتحدة للبيئة في تشرين أول 2008 مبادرة الاقتصاد الأخضر بهدف تحويل الاقتصادات العالمية إلى مسار جديد لتحقيق أفضل العوائد على استثمارات الثروات الطبيعية والبشرية والاقتصادية، وفي ذات الوقت خفض انبعاثات الغازات مع الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية.
وتابع: إن التحول نحو الاقتصاد الأخضر على المستوى الوطني يتطلب منا السعي نحو تعزيز قدرة الاقتصاد الأردني على تطوير التعليم والابتكار والتكنولوجيا والتدريب وريادة الأعمال، إضافة إلى تبني سياسة وطنية تجعل الحاكمية الرشيدة والاستغلال الأمثل للموارد أولوية وطنية في إطار تشاركي بين القطاع العام والقطاع الخاص، في سبيل دفع النمو الاقتصادي وتحقيق تنمية مستدامة تلبي طموحات الشباب وتخلق لهم فرص عمل حقيقة.
وأشار إلى ان جامعة اليرموك ظلت حاضرة في هذا المشهد ومبادرة في رسم تفاصيله، حين أولت التنمية الإنسانية المستدامة أهمية كبرى؛ فعملت على تحقيق استثمار أمثل برأس المال البشري، فتبنت جملة من السياسات والإجراءات المتزامنة، بدءا من المضي قدما في سياسة إيفاد المتفوقين أكاديميا من خريجي الجامعة والمتميزين من المجتمع المحلي، وإجراء تغيرات هيكلية مهمة في الخطط الدراسية بالتركيز على التدريب العملي والميداني وعلى المساقات التطبيقية، وإضافة إلى استحداث تخصصات أكاديمية وبرامج جديدة تلبي التطورات المعرفية التي يشهدها العالم، وتعزز منظومة الاقتصاد المعرفي، وتلبي متطلبات أسواق العمل داخل المملكة وخارجها.
وفي ذات الوقت لم تدخر الجامعة جهدا لتهيئة الحرم الجامعي ليواكب روح العصر وفلسفة الاقتصاد الأخضر من خلال تنفيذ مشروع الطاقة المتجددة وتوسيع الرقعة الخضراء.
بدوره ألقى مدير المركز الدكتور عبدالباسط عثامنة كلمة أشار فيها إلى أن لقاء اليوم يأتي للبحث والنقاش في "الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة في الأردن"، ومواضيع مهمة تتركز على الحصاد المائي الاخضر، والاقتصاد الدائري والاستدامة، والأنشطة الصديقة للبيئة، والمسؤولية المجتمعية والتحول نحو الاقتصاد الأخضر.
ولفت العثامنة إلى ان مفهوم الاقتصاد الأخضر برز كمسار مقترح للتغلب على الأزمات المالية والغذائية والمناخية المتزامنة مع ما شهدته المعمورة من انهيارات في الأسواق أثناء العقد الأول من الألفية الجديدة بما فيها الأزمة المالية والاقتصادية في عام 2008؛ فبرزت بذلك الحاجة الملحة إلى نظام اقتصادي جديد بعيد عن الممارسات الاستبدادية والاستهلاكية التي تؤدي إلى الإثراء المادي وتراكم رأس المال والثروة على حساب تسارع المخاطر البيئية والندرة الأيكولوجية والمفارقات الاجتماعية.
وأوضح أن التنمية المستدامة بأهدافها السبعة عشر؛ تعد الضمانة لبزوغ ذلك النظام العالمي في أطره الإنسانية والسياسية والاقتصادية، مشددا على ان التنمية مستدامة لن تكون محققة لغاياتها إلا إذا كانت المجتمعات متصلة بجذورها، منفتحة على الحياة، كي تخرج من يأسها ومن بؤسها، إلى زمن لا تقوم فيه العلاقات الدولية أو تتحدد موازينها على أسس القوة والتنفذ وإخضاع الآخرين.
وأشار العثامنة إلى ان الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت أهداف التنمية المستدامة في أيلول من عام 2015 ليعبر عن رغبة المجتمع الدولي في تحقيق الأمن الإنساني وحياة فضلى للأفراد والجماعات في العالم كله.
وخلال فعاليات الندوة التي حضرها نائب رئيس الجامعة الدكتور موسى ربابعة، وعدد من عمداء الكليات وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة وجمع من طلبتها، تحدث أبو عرابي عن "الحصاد المائي الأخضر في الأردن"، وتحدث الغزاوي عن "مشروع إعادة استخدام المياه المستصلحة في الأردن"، فيما تحدثت مراد عن "مسؤولية المجتمع والتحول نحو الاقتصاد الأخضر"، بالإضافة إلى الروسان الذي تحدث عن "مبادرة زراعتي مسؤوليتي"، تحدث الدريزي عن "المشاريع والبرامج التوعوية والأنشطة الصديقة للبيئة".
وجاء إنشاء مركز دراسات التنمية المستدامة بهدف تحقيق مهامه في أطرها المحلية والعربية والدولية والمتمثلة في إجراء الدراسات والبحوث التي تحقق أهداف التنمية المستدامة في أبعادها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية والمعرفية، وتنظيم المؤتمرات والندوات والمحاضرات وعقد الورش والدورات التدريبية للأبحاث والدراسات والمشروعات التي ينفذها المركز بما يجسد رسالته ورؤيته ويسهم في تحقيق أهدافه، بالإضافة إلى إجراء وتنفيذ استطلاعات الرأي للتعرف على الاتجاهات الفكرية والاستراتيجية المتعلقة بمظاهر وتبعات ومستقبل التنمية ومعوقات تحقيقها واستدامتها.
كما يهدف إنشاء المركز كذلك إلى تزويد صانع القرار والجهات المعنية الأخرى بالمعلومات المتوافرة ونتائج الدراسات والبحوث والاستطلاعات التي يجريها المركز وبالتقارير التي يعدها وذلك بالوسائل التي يراها مجلس المركز مناسبة، وتلبية الحاجة إلى إجراء الدراسات والبحوث واستطلاعات الرأي التي تُطلب من المركز وفق إمكاناته وذلك بموجب اتفاقيات تبرم لهذا الغرض مع الجهات المستفيدة، والتنسيب بتكليف باحثين من داخل الجامعة وخارجها للقيام بالدراسات والبحوث واستطلاعات الراي، ونشرها وفق تعليمات النشر العلمي المعمول بها بالجامعة وإصدار النشرات الإعلامية ومجلة علمية محكمة متخصصة في قضايا التنمية المستدامة.